خلق الله تبارك وتعالى هذا الكون وفق نظام ثابت يسري على كل المخلوقات ... وتنشأ المخلوقات تبعا لعملية عملية التفاعل في تركيبة أي جسم ما، ويقوم نظام يسير وفق آليات و ميكانيزمات آلية تربط الأجزاء بعضها ببعض، والأجزاء والكل، حيث يكون هناك تتجانس وتتناغم فيما بينها، ويختلف النظام بحسب نوع الصنف محل التفاعل، من الإنسان إلى الحيوان إلى المادة، إلى الدولة، إلى الأرض . وكذلك تختلف طريقة التفاعل، فلدى الإنسان بالتفكير، ولدى الحيوان بالغريزة، ولدى المادة بالاحتكاك، ولدى الدولة بالانتخابات. وتتعايش جميع الأصناف فيما بينها وفق ما يقتضيه النظام الثابت . فلفهم الكل (العالم) لا بد ... من فهم الجزء الخلية ...فبين الخلية كجزء تدخل في تركيبة الكل و الإنسان كجزء يدخل في تركيبة الكل تشابه في البناء والهدم، في الإيجاب والسلب، في العلاج والوباء، في الصحة والمرض ...
الدولة ككيان مثله مثل الإنسان اصل تكوينها نابع من تفاعل الأجزاء مع بعضها البعض. فالإنسان يتكون من مجموع الخلايا التي تشكل الأنسجة، والتي تتضافر لتؤدي وظيفة واحدة هي تشكيل العضو. ومن مجموعة الأعضاء تتشكل أجهزة الجسم المختلفة إلى أن يتشكل الكائن الحي, وفي الدولة يتفاعل الإنسان مع الإنسان ليشكل الأعضاء (أجهزة ومؤسسات ) وتتفاعل الأعضاء إلى أن تتشكل الدولة ...و تتحدد شخصية الكل (الدولة أو الإنسان) على الصراع الذي يدور بين الخير والشر في أصغر وأهم جزء في تركيبة كليهما ففي الإنسان الخلية وفي الدولة الإنسان، . وتتوقف صفة الكل على صفة العضو المؤثر في تركيبة الكل والذي تختلف آلية تركيبة كل النوع تبعا لقواعد النمو التي تحكم كل صنف ففي الدولة بالانتخاب وفي الإنسان بالغريزة والفكر، ويكون العضو المؤثر التي تتوقف عليه صفة الكل لدا لإنسان العقل ولدا الدولة مؤسسات السيادة ... وإن نسبة صفة الجزء خيرة أم شريرة تكون بمقدار ما يرثه الجزء من الكل ـ الفرع من الأصل ـ وبنسبة أكثر من البيئة التي يعيش فيها. إن تغير صفة الكل (نتيجة الصراع أو لظرف ما) يؤثر على صفات الجزء التي كان عليها إن لم تكن مطابقة له، فتأخذ مساره وتبقى نسبة التأثر من حيث الكم والوقت، مرتبطة بالمقدار الصفة التي يرثها الجزء. الكل قد يخلق الجزء أو يدخل في صناعته. الجينات الوارثة هي القاعة بالنسبة للكل فهي التي تتحدد شخصية الكل على إثرها . فتظرف الخلية السلمية قد يؤدي إلى تظرف الكل بأكمله، وهذا يكون بسبب مؤثرات داخلية وخارجية ... فقد ينجم على ذلك التطرف مرض السرطان الذي يهدد صحة الكل ... ومدى تأثير تطرف الخلية على الكل مرتبط بمكانة تلك الخلية ودورها في جسد الكل ... فلو تطرفت الخلية البسيطة التي تدخل في تركيبة الخلايا الجذعية وكان جهاز المناعة ضعيف و استطاعت أن تؤثر على الخلايا فتصبح هي من تفرز الهرمونات لتحمي الخلايا السرطانية وتعمل على انتشارها في جسد الكل.. وكدا الإنسان في جسد الدولة فلو تغلبت الأجزاء الشريرة عن الخيرة في الإنسان نتيجة حالة الصراع الدائم سواء كان بسبب مؤثرات داخلية أو خارجية .. فقد يؤثر ذلك الجزء على كامل الدولة بل يتعداه إلى الكل بأكمله ـ لكون الإنسان هو العنصر الوحيد الذي يمكن أن يدخل في معادلة أي صنف ما نظرا لموقعه، ودوره، و خصائصه ـ فالإنسان يتفاعل مع الإنسان ومع المجموعة إلى أن يكون الكل (الدولة) ... وفق معادلة الانتخاب وتتحدد شخصية الكل الدولة على شخصية الجزء الغالب في الصراع ... و الجزائر كدولة تمثل الكل، تفاعلت أجزاءها فيما بينها وكونت كلا مختلا مناقض لقواعد النمو، ظهرت على إثره الدولـة بمظهرها السلبـي (ظلم، نهب ،لا عدالة ، فساد...) ويرجع ذلك أولا لتغلب الأجزاء الشريرة على الخيرة وسيطرتها على معظم أعضاء الكل (مؤسسات وهيأت) أين اصبحت تلك الأجزاء بمثابة خلايا جذعية مسرطنة تعمل على نشر وحماية الخلايا السرطانية في جسد الدولة الجزائر. و ثانيا لطبيعة النظام (القانون) الذي ينظم العلاقة بين الأجزاء بعضها ببعض، وبين الكل، فهو لا يعبر عن شخصية الأجزاء ولا يتماشى مع خصوصياتها ـ مستهجن من مجتمع أخر كان أصل تكونه مناقض لواعد النمو... ـ. عدم احترام النظام (القانون) الذي صيغ لتنظيم العلاقة بين الأجزاء و الكل، أين فقد معها القانون هبته و خصائصه (الردع، تجريد...) . ويرجع إلى. ... و إلى... و... لقد مات الضمير الجماعي للكل، أين أصبح المجتمع يعيش حالة من الفوضى (فوضى خلاقة)، أوصلت الجزائر إلى ذروة الفساد ...
فبين الخلية كجزء تدخل في تركيبة الكل و الإنسان كجزء يدخل في تركيبة الكل تشابه في البناء والهدم، في الإيجاب والسلب في.. فلا يمكن فهم تركيبة الكل من العضو إلى الإنسان إلى المجتمع إلى الدولة إلى الأرض إلا بفهم الجزء ـ الخلية ـ ... لقد أثبت العلم أن لمواجهة مرض السرطان الذي ينخر الكل يجب متابعة الخلية بالوقاية وهي تطوير وتقوية جهاز المناعة وعناية الخلية من الأخطار الداخلية والخارجية و بدواء و السبات والاستئصال ... في الجزائر تطرف الإنسان