إن الغرب المهيمن بدأ يدخل في العد التنازلي لسقوط حضارته، نخرته
الأزمات، وبدأ يتآكل جسده من الداخل بسبب عدم تجانس تركيبته، و عدم تقبله
للآخر ... إن الثورة السلمية التونسية والمصرية أسقطت استراتجيات التنبؤ
التي سطرها وبناها للغرب لعشرات السنين،فتوقف العقل الصهيوني، ولم يستوعب
ما يحدث حوله لتغير استراتجيات اللعبة، لكنه ما لبث واستيقظ ورجع إلى
أساليبه القديمة، ليكسر الحراك الإيجابي العربي ... وقد اختلفت أساليبه من
دولة إلى أخرى تبعا لتركيبة وموقع كل دولة على حدا (سوريا، ليبيا، اليمن
...) عملاء يدعمون المعارضة بسلاح والمال والإعلام و.... حكومات تساند
وتدعم الحكام، ترسم وتخطط لمسار الفساد وقهر الشعوب ... هذا ما يحدث في
الجزائر، فقد اعتمد الغرب في لعبته على أسلوبين، الأول عملاء الغرب يدعمون
المعارضة بالمال و الإعلام و ... وحكوماتها تدعم وتساند وتتستر على النظام
المجرم، المستبد الظالم ... ترسم وتخطط أساليب الفساد وخراب ... فينجم عن
هذا مساران متعاكسان ومتضادان لا يؤدي ولا واحد فيهما إلى الطريق المستقيم
الذي يخدم الجزائر ... في حالة ما إن التقيا سيؤدي ذلك إلى الخراب ودمار
للجزائر ... فلا المعارضة ولا النظام يسعى لخدمة مصلحة الجزائر ... لم
يستطع النظام التصالح مع ذاته لأن فساده يتعدى الفساد المالي و ... إلى
القتل ... إن الغرب يعّي ويدرك أن ما حدث في تونس ومصر هي بوادر نهضة،
يثبتها ويقّر ها التاريخ، فلقد عايشها هو نفسه، لكن ليس على صورة ثورة حرب
الصورة والكلمة والفكر، فثورة السلمية التونسية والمصرية أرقى منها ...
والغرب يعّي ويدرك مكانة ودور ومقومات الجزائر لدا فسيعمل جاهدا وبكل
الأساليب على أن لا تنهض الجزائر، وعلى أن لا تكون هناك ثورة سلمية في
الجزائر، بمعنى حرب صورة والفكر والكلمة، فالثورة في الجزائر هي حجز
الزاوية، وهي من تعطي لهذا الحراك بعد النهضة ...الجزائر العملاق المنوّم ... إن قسنا الوضع الراهن في
العالم بميزان ذو كفتان نلاحظ أن الكفة تميل إلى صالح العرب... وهذا ما
يقره ويثبته التاريخ ... وهذا ما يدركه الغرب، لذا يعمل على أن يوقف حركة
الميزان بمساعدة من حكام العرب ... أما إذا قسنا الوضع الراهن في العالم
بميزان ذو ثلاث كفات، فلكفة تميل إلى الصين، الصين العملاق النائم الذي
استيقظ من نومه، الصين الاقتصاد، الصين التكنولوجيا ... الصين الذي هو من
جنس التّتار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق