الفساد هو نتاج خلل في تركيبة الكل (العالم)، ناجم عن تغلب الأجزاء
الشريرة على الخيرة، سطر لكي يكون سلاح في أيدي قوى الشر، يضرب به من بعيد
خارج قواعدها، الدول التي تخلق الضعف لنفسها، لتصارع ذاتها، فهو في دول
العالم الثالث وخاصة الدول العربية موجه من قبل الخارج لإرضاخ الشعوب
لتتخلى عن قوميتها وهويتها وثوابتها، فتصبح تلك الدول كشخص المعتوه
والسفيه، لاتميز بين ما يضرها و ما ينفعها فتعيش حالة من المتناقضات تؤذي
بها إلى التهلكة. فالجزائر كدولة لها كل المقومات لمواكبة التطور, سلط
عليها الفساد من الخارج، فتبنته فئة من الداخل وتعايشة معه فئة أخرى، إلى
أن أصبح (الفساد) أسلوب حياة لإدارة فترة زمنية آنية تنعدم فيها الرؤى
والأفاق المستقبلية، الغرض منه هو إرضاخ الشعب، فكانت تركيبة الجزائر
كتركيبة العالم مختلة طفت فيها الأجزاء الشريرة وأصبحت متحكمة في جل أعضاء
الدولة (مؤسسات إدارية وقضائية وأمنية...) وعزلت الأجزاء الخيرة . وقد ركز
على دولتين في العالم العربي على مصر لموقعها و تاريخها، وعلى الجزائر أولا
لخاصية شعبها وثانيا لإمكاناتها البشرية والاقتصادية ... وقد وصل الفساد
في الجزائر إلى ذروته، أين أصبحت الإدارة أداة تدمير وإجرام ...يستباح فيها القانون من قبل معظم المسؤولين. إن كل
مسؤول يعمل على مخالفة القانون، هو يخالف القسم، ومن يخالف القسم، هو خائن
للوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق