الأحد، 27 أكتوبر 2013

الأرض تعود لطبيعتها



خلقت على فطرتي متحدة متماسكة، تسلك ذاتي أنهار وبحار كالعروق تسيري فيها الدماء لتغذيني، انعم بالدفء والحنان، أعيش بتجانس وتناغم مع مّن من حولي، ننعم بنعمة الاختلاف كل واحد منا يكمل الآخر ... إلى أن ظهر ذلك العاقل، فسحرني بما يميزه عني، وعن مّن من حولي. فإذا بي أتطبع بطباعه وأتخلى عن فطرتي، أعيش مقلدا له، أمده بكل ما عندي، فما أروع الحياة التي كان يعيشها، في ظل تلك الأسرة الصغيرة المتلاحمة كتلاحم ذاتي، لكني صعقت يوم رأيت حقده، يوم رأيته يفصل روح أخاه من جسدها، يوم رأيت تلك العائلة تنفصل وتتفكك، يوم اختلف العاقل كان اختلافه نقمة، يومها لم أعي ما يحدث لي، ولم أدرك ما يحدث لأجزائي، فإذا بي أنقسم وأتفكك وتبتعد أطرافي عن بعضها، لم أدرك أني تطبعت بطباع ذلك العاقل ... حتى أن حقده لحق بي، فبعدما كنت أمده أصبح يسلب مني، حتى أفقدني توازني، بالرغم من أني سعيت لأتكيف مع أحوالي، ومع مّن من حولي ... هو لم يفهم، وأنا أنساني أني كل متكامل ملك لذاتي، فأخذ يعمل على تجزئتي، ويدعي أن أجزائي ملك له، حتى أنه جعلها سببا لانشقاقاته وحروبه ... اشتقت لأجزائي، وأحن لذاتي ... سأرجع إلى طبيعتي وأسير على فطرتي ... أحتضن أجزائي ... لكن كيف سأواجه حالة اللاتوازن التي أ لحقها بي ... سأتحدى العاقل وليرى نقمتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق